عندك فيزبوك؟

بعد ان استمرت ورشة الدهان لثلاثة ايام متتاليه قررت اصطحاب لاب توبي معي حتى اشغل نفسي بما يسليني ويخفف عني ارهاقي بسبب ملاحقة العمال وتوفير متطلباتهم الكثيره

اولا بدأت بالبحث عن شبكة وايرليس وكنت اتأمل ان يكون احد الجيران قد نسي وضع باسورد لحماية شبكته او يكون الباسورد كعادة الاغلبيه مكون من ستة ارقام ففط فجربت كل الشبكات المتوفره واللتي تعدت الخمس عشرة شبكه ,لكن الحظ لم يحالفني ابدا وبائت كل محاولاتي بالفشل

حتى قررت ان اشبك بطريقه مهذبه وخاليه من اللف والدوران فاتصلت على احد اصدقائي وابلغته اني اريد استخدام شبكته لتصفح الانترنت ومتابعة عملي المعتاد

فأرسل لي الباسورد وبعد عدة محالولات من الشبك وتبديل الارقام مكان الاحرف والاحرف مكان الارقام من ثم تجربة الكابيتال والسمول تمكنت من الوصول الى الشبكه.

وكل هذه الغلبه بسبب ان صديقي ارسل لي الباسورد برسالة اس ام اس لكني في النهايه تمكنت من الاتصال

وبدأت بعمل جولة سريعه على بعض الحسابات كما اعتدت في كل مره اجلس فيها على جهاز متصل بالانترنت

حتى اطل علي من خلفي عامل الدهان وكان ينظر الى شاشة الجهاز بانتباه شديد

التفت اليه وسألته اذا كان يريد ماء للشرب لكنه تجاهل سؤالي وسألني بسرعه

هو انت عندك فيزبوك؟؟

سكت قليلا ثم قلت له نعم انا عندي فيس بوك لكن بصراحه انا لا اجيد استخدامه ولم احاول من قبل

فاقترب مني وجلس على ركبه وقال

طيب ممكن افتح حسابي؟؟

اجبته نعم بالتأكيد ,لكن لا اخفي اني تفاجأت من طلبه خصوصا بأن هناك معلومه بان الكثير من اصحاب الصنعات لا يجيدون التعامل مع الانترنت بل منهم لا يجيد القراءة والكتابه

قمت من مكاني واجلسته وهيأت له صفحة الفيس بوك ,لكن بدا لي انه لا يعرف مع ماذا يتعامل وصار يضغط على الكيبورد ضغطات عشوائيه وقبل أن اتدخل قال لي

هو المؤشر فين؟

ذهلت من سؤاله وقلت له شو بعرفني يمكن وقع بسطل الدهان!! ضحكت قليلا حتى لا يأخذ كلامي على محمل الجد ويذهب للبحث عن المؤشر في سطل الدهان

ثم اخذت منه الجهاز وطلبت منه ان يعطيني بريده الاكتروني وكلمة المرور حتى ادخله على حسابه واجنبه الاحراج قدر الامكان

لكنه ابتسم ولم يقل شيئا,فطرحت عليه مجموعه من الاسئله فقط لأتكاد ان كان فعلا يملك حساب على الفيس بوك ام لا

لكنه واصل ابتسامته وبدا عليه الاحراج

يا أخي مين عملك الحساب؟

طيب متى اخر مره فتحتو؟؟

طيب بلاش انت عندك ايميل؟

طيب بتعرف شو الفيس بوك؟

ابتسامه ولا شيئ غير الابتسامه

ثم مشى قليلا وبدأ يعبث بأغراض الورشه وانا ما زلت انظر اليه وانتظر منه اجابه

فالتفت الي بسرعه وبدا ان حالة الاحراج تحولت الى موجة غضب عارمه لكنه كان يحاول كتمانها والسيطره عليها وقال بصوت حاد

يا عم انا عايز اكلم عيالي بمصر وكل مره كنت اروح الاتصالات وكنت اكلمهم من هناك

فسألته بهاهتمام انت كنت بتحكي معهم من النت يعني؟

ايوه من النت

وصار يشرح لي عن كيفية الاتصال بهم كما يذكر اخر مره

فقاطعته وقلت له اهاااا انت كنت بتحكي معهم عن طريق المسنجر مش الفيس بوك

وبدأ نقاشنا يتضح اكثر واكثر وبدأت افهم ماذا يريد وماذا يقصد بالفيزبوك وتبين لي انه خلط بالاسماء ليس الا

و فعلا كما توقعت!! كان يذهب الى محل انترنت في منطقة الحسين حيث يقيم حاليا ومما فهمته ايضا بأن صاحب المحل يحتفظ بورقة كبيره مسجل عليها حسابات كثيره على الهوت ميل وكل حساب مكتوب تحته كلمة المرور الخاصه به واسم صاحب الحساب

ففي كل مره يذهب فيها الى الانترنت يقوم صاحب المحل بفتح الجهاز من ثم تسجيل الدخول الى حساب المسنجر الخاص بالعامل من ثم يقوم بعمل محادثه عن طريق المايك مع عياله المقيمن في مصر

وكل هذا يحدث بعد تنسيق مسبق بين العامل وعياله

فقلت في نفسي الله يكون بعونك وحمدت الله على اني مقيم في بلدي وبين ناسي واهلي وعلى الاقل اذا اردت الاتصال بهم سأميز بين الفيس بوك والماسنجر واي حساب اخر

بعدها وعدته بأني سأساعده بالاتصال مع اهله بعد ان يجلب لي معلومات حسابه من مقهى الانترنت اللذي يتعامل معه

لكنه لم يجلبه لي ابدا وقال ان صاحب المقهى حذره من اعطاء المعلومات الى اي شخص كان

اما الان فلقد انتهينا من ورشة الدهان وتخلصت من وجع رأسي بسبب الرائحه القويه وصرت اتعمق في الفيس بوك اكثر من السابق حتى اصبح واحدا من الحسابات التي افتحها باستمرار كلما توفر بين يدي جهاز متصل بالانترنت

وها انا سانشر هذه القصه في حسابي الان